بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
“إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ”
بحزنٍ يملأ القلوب، وبدموعٍ تعجز الكلمات عن وصفها، ننعى فقيدتنا الغالية، أمنا وأم صديقنا العزيز الهاجري، التي ارتقت روحها الطاهرة إلى بارئها. لقد رحلت عنّا من كانت لنا الأم الحنون، والصدر الدافئ الذي يحتوي كل ألمٍ وأمل. بفقدانها، كُسِرَت قلوبنا، وخسرت الحياة جزءًا من نورها وأمانها.
يا محسن الهاجري، ويا طارق الهاجري، ويا كريمة الهاجري، ويا فؤاد الهاجري، لقد كانت أمكم هي أمنا جميعًا، وبفقدها فقدنا قطعةً من أرواحنا. كانت حنانها وحبها يجمعنا كأننا أبناؤها، فكيف لنا أن نواسيكم في هذا المصاب الجلل؟ إن عزاءنا الوحيد هو إيماننا بأن الله اختارها ليضمها إلى رحمته الواسعة، ويبدلها دارًا خيرًا من دار الدنيا.
اللهم إن هذه الأم الحنونة قد فارقت الدنيا ونحن شهودٌ بأنها كانت خير أمٍ وخير إنسانة.
اللهم اجعلها من الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب.
اللهم اجعل أعمالها الصالحة شفيعةً لها يوم تلقاك.
اللهم ارحم ضعفها، وتجاوز عن خطاياها، واملأ قبرها بالنور والطمأنينة، واجعله روضةً من رياض الجنة.
اللهم اجعلها في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم اجعلها من الذين تبكي لهم السماء والأرض لفقدهم، واجعل ذكرها بيننا بالخير دائمًا وأبدًا.
اللهم اربط على قلوب أبنائها وأهلها وأحبائها، وامنحهم الصبر والسلوان، وذكرهم دائمًا بأن لقاءها في جنتك وعدٌ لا يخلفه رب العالمين.”
يا أهل الفقيدة، ويا محبيها، لا تنسوا أن تقدموا لها الدعاء والصدقات، فهي اليوم في أشد الحاجة إلينا. وكلما تذكرناها، فلنذكرها بخير، ولنرفع أكف الضراعة بأن يجمعنا الله بها في جناته حيث لا ألم ولا فراق.
“اللهم إنا نسألك أن تنزل على قبرها السكينة، وعلى روحها الرحمة، وعلى قلوبنا الصبر والاحتساب.”
رحمكِ الله يا أمنا، وجعل مثواكِ الجنة.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.