في ليلة شتوية باردة، عانقت دفء الإنسانية شوارع وأحياء عين الشق، حيث انطلقت، ليلة الثلاثاء 14 يناير 2025، فعاليات الليلة الأولى من القافلة الإنسانية “دفء ليالي الشتاء”. المبادرة، التي أصبحت رمزًا للتضامن والتآزر المجتمعي، تنظمها جمعية “النادي الرياضي الانتصار” بالتنسيق مع مكتب مجلس دار الشباب عين الشق، وبشراكة مع فعاليات جمعوية ورياضية وثقافية محلية.
الموسم الخامس لهذه القافلة يعكس استمرارية العمل التطوعي والتزام منظميه بتقديم العون لأكثر الفئات هشاشة في المجتمع، وهم قاطنو الشوارع الذين لا مأوى لهم. القافلة جاءت لتقدم الدعم اللازم وتعيد شيئًا من الأمان والدفء في ليالي الشتاء القاسية، حيث شملت توزيع وجبات عشاء ساخنة وألبسة مختلفة وخيم فردية وأغطية دافئة.
إضافة إلى الدعم المادي المقدم، أولت القافلة اهتمامًا بجمع معطيات دقيقة حول المستفيدين عبر استمارات استبيانية تم توزيعها وتعبئتها بعناية. هذه الخطوة تعكس رؤية شمولية تسعى ليس فقط لتقديم المساعدة الفورية، بل أيضًا لمعرفة احتياجات هذه الفئة بشكل أدق، بهدف توفير حلول طويلة المدى تساهم في تحسين حياتهم اليومية وإعادة إدماجهم في المجتمع.
لم تكن هذه المبادرة لتتحقق لولا التعاون والتنسيق بين مختلف الفاعلين، بدءًا من قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعة عين الشق والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وصولًا إلى المتطوعين الذين جسدوا قيم التضامن على أرض الواقع. الشكر موصول لجميع الفعاليات الجمعوية والثقافية والرياضية التي لم تتردد في مد يد العون والمساهمة في إنجاح القافلة.
من اللافت للنظر أن هذه القافلة لن تكون مجرد ليلة وحيدة من العطاء، بل إنها ستتواصل يوميًا على مدى أسبوع كامل، ما يعزز قيم الاستمرارية والالتزام بتقديم الدعم لأكبر عدد ممكن من المحتاجين. هذه الاستمرارية تعبّر عن روح المسؤولية الاجتماعية التي يحملها المتطوعون والمنظمون على عاتقهم.
لا يسعنا إلا أن نرفع القبعات تحيةً لكل من ساهم في هذا العمل الإنساني النبيل، الذي يُجسد أسمى قيم العطاء والتآخي. في عالم باتت فيه التحديات الاجتماعية والاقتصادية تتفاقم، تشكل مثل هذه المبادرات شعلة أمل لمن هم في أمس الحاجة إليها.
كما يقول المشاركون في القافلة: “والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”، وهي رسالة تعكس القيم الأصيلة التي تجمع أبناء المجتمع في مواجهة ظروف الحياة القاسية، لا سيما في ليالي الشتاء الباردة.
هذه المبادرة ليست مجرد قافلة، بل رسالة حب وأمل تضيء الدروب المظلمة وتؤكد أن الخير ما زال يسكن قلوب الناس. فلكل متطوع، ولكل داعم لهذه القافلة، نقول: شكرًا من القلب على هذا الجهد الذي سيظل محفورًا في ذاكرة من لمستهم هذه اليد الرحيمة.