جامعة الأخوين تحتفي برواد الأعمال وتختتم “شهر ريادة الأعمال” بإعلان الفائزين

اختتمت جامعة الأخوين بإفران، أمس السبت، فعاليات “شهر ريادة الأعمال”، الذي أُقيم في الفترة من 18 أكتوبر إلى 9 نونبر الجاري، مُختتماً شهراً من الأنشطة المكثفة والموجهة لتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال بين الطلبة. وقد نظم الحدث مكتب ريادة الأعمال والتوظيف بالجامعة، الذي يسعى إلى تمكين الطلبة وتوجيههم نحو خلق فرص جديدة وتطوير مشاريع مبتكرة.

شهدت هذه النسخة من “شهر ريادة الأعمال” مشاركة مكثفة من 400 طالب، تم اختيار 36 منهم للوصول إلى المرحلة النهائية، موزعين على 18 فريقاً. وقد أتاح هذا التنافس للطلبة الفرصة للوصول إلى مستثمرين محتملين واستفادة من فرص تمويلية متعددة. تم تصميم البرنامج بشكل يضمن مرافقة شاملة للطلبة في جميع مراحل تطوير أفكارهم ومشاريعهم، بداية من التفكير السريع وتحديد الأفكار وصولاً إلى توجيه مباشر من رجال الأعمال والخبراء.

خلال حفل الاختتام، أكد نائب رئيس جامعة الأخوين للشؤون الأكاديمية، السيد كريستوفر تايلور، على أهمية الحدث الذي لا يقتصر على كونه مسابقة تقليدية، بل يمثل جزءاً من التزام الجامعة العميق بتعزيز منظومة ريادة الأعمال في المغرب. وقال تايلور: “نحن نؤمن بأن ريادة الأعمال والابتكار هما المفتاح لحل مشكلة البطالة وتعزيز الاقتصاد المغربي. دورنا يتمثل في تهيئة بيئة تشجع الطلبة على أن يكونوا مقاولين مبدعين وقادرين على خلق فرص العمل”. أضاف تايلور أن الجامعة تسعى جاهدة إلى مواجهة تحديات التشغيل من خلال تزويد الطلبة بالمهارات والمعرفة اللازمة لتحويل أفكارهم إلى مشاريع واقعية تخلق قيمة مضافة في السوق.

من جانبها، قدمت ديبورا بارتليت، مديرة مكتب التوظيف وريادة الأعمال بجامعة الأخوين، تقريراً مفصلاً حول حصيلة البرنامج، مبينة أن 190 طالباً استفادوا من التدريب الشخصي، في حين حصل 137 طالباً على إرشادات من 50 خبيراً مشاركاً في الحدث. وقد تم توجيه الطلبة خلال مختلف مراحل البرنامج، من تحديد الأفكار الأولية إلى مرحلة التطوير المتقدمة. أوضحت بارتليت أن 36 طالباً من المتأهلين للمرحلة النهائية تم تتويجهم بـ “جائزة الرعاة”، مما يعكس المستوى العالي من الابتكار الذي أظهره المشاركون، لا سيما أن 28 في المائة من المشاركين كانوا من طلبة السنة الأولى والثانية، مما يعكس التوجه المبكر لطلبة الجامعة نحو ريادة الأعمال.

في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد نيكولاس كلوتز، المدير التنفيذي لريادة الأعمال بجامعة الأخوين، أن الجامعة تعمل على تطوير حاضنات متخصصة وتعزيز الشراكات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة والشرق الأوسط. كما أشار إلى تنوع مجالات التدخل، مستشهداً بقطاعات مثل المالية والفلاحة والسياحة، والتي تشكل فرصاً واعدة للمشاريع الريادية. من بين المشاريع المتميزة التي تألقت في هذه النسخة، مشروع “كارلو”، الذي حصد جائزة “الشركة الناشئة ذات النجاح الكبير”. يعمل هذا المشروع على تطوير نظام تخطيط موارد المؤسسات (ERP) المخصص للمقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية، بهدف تسهيل انتقالها الرقمي وتعزيز كفاءتها.

حصلت الفرق الفائزة على مكافآت متنوعة شملت تمويلاً مباشراً تراوح بين 2000 إلى 17.000 درهم، واستثمارات في رأس المال تصل إلى 10 في المائة. كما سيستفيد الفائزون من دعم مستمر يشمل التدريب الشخصي، مع تركيز خاص على مجال التسويق، فضلاً عن إتاحة الوصول التفضيلي إلى شبكة من المستثمرين والزبناء المحتملين، مما يساهم في تعزيز فرص نمو المشاريع. تعد هذه المبادرة بمثابة محطة هامة للطلبة الذين يسعون إلى تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة، حيث تشمل المساعدة في إنشاء النماذج الأولية وتأسيس المقاولات.

في إطار تعزيز استدامة الدعم الذي توفره الجامعة لرواد الأعمال، تم إنشاء حاضنة مبتكرة عبر الإنترنت، تسمح للموجهين بمواصلة تقديم الإرشادات والمشورة بعد انتهاء الحدث. وتهدف هذه المنصة إلى ضمان استمرارية الدعم للطلبة وتعزيز الروابط بين العالم الأكاديمي وسوق العمل، مما يسهم في إعداد جيل من المقاولين الشباب القادرين على مواجهة تحديات السوق والمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني.

ختاماً، يعد “شهر ريادة الأعمال” بجامعة الأخوين نموذجاً متميزاً للتكامل بين التعليم الأكاديمي وتطبيقات ريادة الأعمال، حيث يوفر للطلبة فرصاً حقيقية للتعلم والتطوير واكتساب الخبرات اللازمة للنجاح في عالم الأعمال المتغير باستمرار.

Share
  • Link copied